ما هي فطريات اللثة وما أسبابها وطرق علاجها الفعّالة؟
فطريات اللثة هي عدوى فموية ناتجة عن زيادة نمو نوع من الفطريات يُعرف باسم الكانديدا (Candida)، وهي فطريات توجد طبيعيًا في الفم بكميات محدودة دون أن تسبب ضررًا.
لكن عند حدوث خلل في توازن البكتيريا والفطريات داخل الفم، تبدأ هذه الكائنات بالتكاثر المفرط، مما يؤدي إلى التهابات وأعراض مزعجة تصيب اللثة واللسان وداخل الخدّين.
فطريات اللثة ليست مجرد مشكلة جمالية أو مؤقتة، بل قد تشير إلى ضعف في المناعة أو سوء العناية الفموية، وإذا لم تُعالج في الوقت المناسب قد تنتشر لتؤثر على أجزاء أخرى من الفم والبلعوم.
أسباب فطريات اللثة
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور فطريات اللثة، ومن أبرزها:
1. ضعف الجهاز المناعي
الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، مثل مرضى السكري أو من يتناولون أدوية الكورتيزون لفترات طويلة، يكونون أكثر عرضة للإصابة بفطريات اللثة، لأن الجهاز المناعي يفقد قدرته على التحكم في نمو الفطريات.
2. استخدام المضادات الحيوية
الاستخدام المتكرر أو الطويل للمضادات الحيوية يقتل البكتيريا النافعة في الفم، مما يخلّ بالتوازن الطبيعي ويتيح للفطريات النمو السريع.
3. سوء نظافة الفم والأسنان
إهمال تنظيف الأسنان أو عدم استخدام غسول فم مناسب يسمح بتراكم بقايا الطعام والبكتيريا، وهي بيئة مثالية لتكاثر الفطريات على اللثة واللسان.
4. استخدام أطقم الأسنان
في حال عدم تنظيف أطقم الأسنان أو إزالة الطقم أثناء النوم، قد تتجمع الفطريات تحتها وتسبب التهابات لثوية مزمنة.
5. التدخين
التدخين يقلل تدفق الدم إلى اللثة ويضعف مقاومتها للبكتيريا والفطريات، مما يجعل المدخنين أكثر عرضة للإصابة بعدوى فموية متكررة.
6. جفاف الفم
نقص اللعاب نتيجة استخدام بعض الأدوية أو التقدم في السن يؤدي إلى جفاف الفم، وهذا بدوره يساعد على نمو الفطريات بسرعة.
7. تغيرات هرمونية
قد تصاب النساء بفطريات اللثة أثناء الحمل أو الدورة الشهرية بسبب التغيرات الهرمونية التي تؤثر على بيئة الفم.
أعراض فطريات اللثة
تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر حسب درجة العدوى، لكن أكثر العلامات شيوعًا تشمل:
- ظهور بقع بيضاء أو صفراء على اللثة أو اللسان أو باطن الخد.
- احمرار اللثة وتورمها مع شعور بالحرقة أو الألم عند المضغ.
- رائحة فم كريهة لا تزول بسهولة رغم تنظيف الفم.
- نزيف خفيف من اللثة عند تنظيف الأسنان.
- صعوبة في البلع أو الإحساس بطعم غريب في الفم.
- في الحالات الشديدة قد تمتد الفطريات إلى الحلق مسببة التهابات مؤلمة.
من المهم عدم تجاهل هذه الأعراض، لأن فطريات اللثة قد تتطور سريعًا وتؤثر على صحة الفم بأكمله.
تشخيص فطريات اللثة
عادةً ما يقوم طبيب الأسنان بتشخيص الحالة من خلال الفحص السريري المباشر، حيث يمكنه ملاحظة البقع البيضاء المميزة على اللثة.
وفي بعض الحالات، قد يأخذ الطبيب عينة صغيرة من الفطريات لتحليلها في المختبر، خصوصًا إذا تكررت العدوى أو كانت الأعراض شديدة.
قد يطلب الطبيب أيضًا فحوصات إضافية للتأكد من عدم وجود أمراض مزمنة تضعف المناعة، مثل السكري أو نقص الفيتامينات.
علاج فطريات اللثة
يهدف علاج فطريات اللثة إلى القضاء على العدوى واستعادة التوازن الطبيعي داخل الفم، ويعتمد العلاج على شدة الحالة وسببها الأساسي.
1. الأدوية المضادة للفطريات
يصف الطبيب مضادات فطرية على شكل غسول فموي أو أقراص أو جل موضعي مثل:
- نيستاتين (Nystatin)
- ميكونازول (Miconazole)
- فلوكونازول (Fluconazole)
تُستخدم هذه الأدوية لفترة يحددها الطبيب حتى تزول الأعراض تمامًا.
2. تنظيف الفم بشكل منتظم
من أهم خطوات العلاج الحفاظ على نظافة الفم باستخدام فرشاة ناعمة ومعجون أسنان مضاد للبكتيريا، مع استعمال غسول فم مطهر مرتين يوميًا.
3. تنظيف أطقم الأسنان
إذا كان المريض يستخدم طقم أسنان، يجب تنظيفه يوميًا جيدًا ونقعه في محلول مطهر مخصص للأطقم، وإزالته أثناء النوم لتهوية اللثة.
4. تعديل العادات اليومية
ينصح الأطباء بالإقلاع عن التدخين، وتجنب الأطعمة السكرية والمشروبات الغازية، لأنها تهيّئ بيئة مناسبة للفطريات.
5. علاج السبب الجذري
في بعض الحالات، لا تكفي الأدوية الموضعية وحدها؛ إذ يجب معالجة السبب الرئيسي مثل ضبط سكر الدم لدى مرضى السكري أو تغيير نوع الدواء المسبب لجفاف الفم.
فطريات اللثة عند الأطفال
قد تصيب فطريات اللثة الأطفال والرضع أيضًا، وتظهر عادةً في شكل بقع بيضاء على اللثة واللسان تعرف باسم “القلاع الفموي”.
يحدث ذلك بسبب ضعف المناعة أو انتقال العدوى من الأم أثناء الرضاعة.
يُنصح الآباء بعرض الطفل على الطبيب فور ملاحظة الأعراض، لأن العلاج المبكر يسهّل السيطرة على العدوى ويمنع انتقالها للأم أو الطفل مرة أخرى.
المضاعفات المحتملة لفطريات اللثة
رغم أن فطريات اللثة في أغلب الأحيان قابلة للعلاج بسهولة، إلا أن إهمالها قد يؤدي إلى:
- انتشار العدوى إلى الحلق والمريء مما يسبب صعوبة في البلع.
- تكرار الالتهابات الفموية خصوصًا لدى مرضى السكري أو أصحاب الأطقم الصناعية.
- تدهور صحة اللثة والأسنان مع مرور الوقت بسبب الالتهابات المزمنة.
- في الحالات النادرة، قد تنتقل العدوى إلى الدم عند المصابين بضعف شديد في المناعة.
لذلك، من الضروري عدم تجاهل الأعراض البسيطة واللجوء إلى الطبيب في أقرب وقت.
الوقاية من فطريات اللثة
الوقاية دائمًا أسهل وأفضل من العلاج، ويمكنك تقليل خطر الإصابة بفطريات اللثة باتباع النصائح التالية:
- نظف أسنانك مرتين يوميًا بفرشاة ومعجون يحتوي على الفلورايد.
- استخدم غسول فم مطهر بانتظام للحفاظ على توازن البكتيريا داخل الفم.
- قلل من تناول السكر والمشروبات الغازية والمأكولات اللاصقة.
- توقف عن التدخين أو قلل منه تدريجيًا.
- احرص على ترطيب فمك وشرب الماء باستمرار لتجنب الجفاف.
- نظّف أطقم الأسنان جيدًا وتأكد من ملاءمتها للفم لتجنب الاحتكاك والالتهاب.
- تابع فحص الأسنان دوريًا لدى طبيب الأسنان كل 6 أشهر على الأقل.
متى يجب زيارة الطبيب؟
ينبغي مراجعة الطبيب فورًا إذا لاحظت:
- استمرار البقع البيضاء رغم التنظيف اليومي.
- ألمًا في اللثة أو نزيفًا متكررًا.
- رائحة فم كريهة مزمنة.
- صعوبة في البلع أو التحدث.
في عيادة الأسنان، يقوم الأطباء بفحص الحالة بدقة لتحديد سبب فطريات اللثة ووضع خطة علاجية فعّالة ومخصصة لكل مريض.
فالعلاج المبكر يجنّبك المضاعفات ويعيد لفمك صحته ونظافته بسرعة.
نصيحة أخيرة
صحة الفم ليست رفاهية، بل جزء أساسي من صحتك العامة. فطريات اللثة قد تكون علامة على مشكلة أعمق، لذا لا تكتفي بالعلاجات المنزلية المؤقتة.
استشر طبيب أسنانك فور ملاحظة أي تغير في لون اللثة أو رائحة الفم أو ملمس اللسان.
الاهتمام اليومي بنظافة الفم وزيارة الطبيب بانتظام هما أفضل وسيلتين للوقاية من فطريات اللثة ومضاعفاتها.